ماذا تعرف عن الكعبه( 2)!!
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ماذا تعرف عن الكعبه( 2)!!
الكعبة من الداخل
جدران الكعبة وأرضيتها من الداخل مزينة بالرخام الملون ومزركشة بنقوش جميلة , وسقفها مثبت بثلاثة أعمدة خشبية قطر
العمود الواحد 44 سم والمسافة بين كل عمودين 235 سم , وكانت الكعبة في السابق مثبته بسته أعمده ، وفي مواجهة باب
الدخول في ظهر الكعبة من الداخل محراب في المكان الذي صلى فيه النبي صلي الله عليه وسلم، وهو مميز برخام مختلف
الشكل لبيان مكان صلاة النبي صلي الله عليه وسلم . وعلى يمين الداخل الى الكعبة سلم يؤدي الى سطح الكعبة مقفول بباب له
قفل ومغطى بستارة , ويسمى باب التوبة , وجدران الكعبة من الداخل مغطاة بستائر جميله من الحرير الاخضر , ومكتوب
عليها لا اله الا الله محمد رسول الله ( ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين ) ومكتوب ( قد نرى تقلب
وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام ) ومكتوب إسم الله تعالى يا حنان يا منان يا ذا
الجلال والإكرام .
وتغير الستائر الداخليه للكعبة كل ثلاثة اعوام وذلك لبعدها عن التلف وعوامل التعريه من شمس ومطر وغبار وفي داخل
الكعبة صندوق ضخم تحفظ فيه بعض مقتنياتها والهدايا التي تقدم لها من الملوك والرؤساء والناس . وكان فيها حفرة عمقها
متر ونصف تسمى بئر الكعبة , توضع فيها كنوزها ومقتنياتها وهداياها , ثم وضع في هذه البئر هبل الصنم الذي كانت تعبده
قريش في بئر الكعبة . وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم، أبى أن يدخل البيت
وفيه الأصنام والصور ، فأمر بها فأخرجت، فأخرجوا صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما الآزلام، فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: ( قاتلهم الله، أما والله قد علموا أنهما لم يستقسما بها قط ). وكان الخلفاء يعلقون الذهب والتحف والمجوهرات
على الكعبة من الداخل , وفعل ذلك عمر بن الخطاب عندما علق هلالين من ذهب كسرى , وبعده فعل الخلفاء ذلك مثل الوليد بن
يزيد والمتوكل والمأمون وهارون الرشيد .
وأول من كسا الباب والأسطوانات الذهب كان الخليفة الوليد بن عبد الملك وزاد عليه الخليفة هارون الرشيد
وللكعبة مفتاح طوله 40 سم موضوع في حقيبة حريرية مطرزة بالذهب ومكتوب عليها ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى
أهلها ) , ومفتاح الكعبة عهدة حتى اليوم عند بني شيبة , وقد كان مفتاح الكعبة عندهم في الجاهلية , وعندما فتح النبي صلي
الله عليه وسلم مكة ودخل الكعبة وصلى فيها , أرجع لهم المفتاح وقرأ قوله تعالى ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى
أهلها ) وقال لهم خذوها يا بني طلحة خالدة تالدة فيكم لا ينزعها منكم إلا ظالم . وحجابة الكعبة يتوارثها بني شيبة إلى
اليوم . وللكعبة اليوم سقفين , سقف ادنى وسقف أعلى , وسطح السقف الاعلى مفروش بالرخام الابيض , ومحاط بافريز
ارتفاعه 80 سم وفي سطح الكعبة فتحة تستعمل كمنور ودخول ضوء الشمس وطولها 127 سم وعرضها 104 سم وهذه
الفتحة مسقوفه بالزجاج المقوى وتفتح عند غسيل الكعبة ويصعد الى هذا المنور بسلم دائري من الزجاج المقوى مكون من
خمسين درجة .
وتطيب الكعبة من الداخل والخارج ويهدي اليها الملوك والرؤساء الطيب والروائح الباهظة
الاثمان , وكره العلماء أن يأخذ الناس من طيب الكعبة , وقال عطاء: كان أحدنا إذا أراد أن يستشفي به جاء بطيب من عنده
فمسح به الحجر ثم أخذه. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجعل سهم وفي سبيل الله من الزكاة ،في كسوة الكعبة وطيبها وما
تحتاج إليه الكعبة. وقد كان السلاطين يهدون لها الأبواب كل حين وتصنع من الأخشاب والفضة
كسوة الكعبة
وفي الاسلام كساها النبي صلي الله عليه وسلم الثياب والقماش اليمني
وكساها عمر بن الخطاب الكتان المصري , و قَالَ هِشَامُ
بنُ عُرْوَةَ: أَوَّلُ مَنْ كَسَا الكَعْبَةَ الدِّيبَاجَ بدلا عن الجلود ابْنُ الزُّبَيْر , ومن بعده يزيد بن معاويه
وعبد الملك بن مروانِ، واول من
كسا الكعبة مرتين في العام معاوية بن ابي سفيان في عاشوراء وخواتيم شهر رمضان .
وَكَانَ عبد الله بن الزبير يُطَيِّبُ الكعبة من الداخل والخارج حَتَّى يُوجَدَ رِيْحُهَا مِنْ طَرَفِ الحَرَمِ،.
، وكساها الخلفاء الراشدين
والامويين والعباسيين , وحكام مصر , والسلاطين العثمانيين , والملوك السعوديين
. حتى أن كساوي الكعبة كانت تتعرض
للنهب والسرقة .
وشكا حاجب الكعبة إلى الخليفة المهدي أنهم يخافون على الكعبة أن تنهدم من كثرة ما عليها من الكساوي،
وكانت الكساوي تردف على بعضها ولا تنزع
فأمر بتجريدها، فلما انتهوا إلى كساوي هشام بن عبد الملك وجدها من ديباج ثخين جداً فأمر
بإزالتها وبقيت كساوي الخلفاء قبله وبعده، فلما جردها طلاها بالطيب وكساها كسوة فاخرةً. وعندما حج السلطان الملك الظاهر
فتحت له الكعبة فغسلها بماء الورد وطيبها بيده. وللكعبة اليوم مصنع خاص بمكة المكرمة لصناعة كسوتها الخارجيه
وستائرها الداخليه وستارة للباب الخارجي تسمى البرقع .
وكسوة الكعبة تصنع من 658 متر من الحرير الطبيعي المصبوغ باللون الاسود, وتكسى الكعبة
كسوة جديده في التاسع من
ذي الحجة من كل عام . وتزين الكسوة بآيات قرآنيه مكتوبه بالاسلاك الفضيه ومطليه بالذهب
. ويزن الحرير المستخدم في الكسوة 670 كيلو غراما
هل تعلم ماذا يوجد داخل الكعبة ؟
أولا: يوجد بداخل الكعبة المشرفة ريح طيب من خليط المسك والعود والعنبرالذي يستخدم بكميات كبيرة
لتنظيفها ويستمر مفعوله طوال العام.
ثانيا: تغطى أرضية الكعبة برخام من اللون الأبيض في الوسط، أما الأطراف التي يحددها شريط
من الرخام الأسود فهي من رخام الروزا (الوردي) الذي يرتفع إلى جدران الكعبة مسافة
4 أمتار دون أن يلاصق جدارها الأصلي
أما المسافة المتبقية -
من الجدار الرخامي حتى السقف (5 أمتار) - فيغطيها قماش الكعبة الأخضر (أو ستائر من اللون الوردي) المكتوب عليه
بالفضة آيات قرآنية كريمة وتمتد حتى تغطي سقف الكعبة.
كما توجد بلاطة رخامية واحدة فقط بلون غامق تحدد موضع سجود الرسول صلى الله عليه
وآله وسلم. بينما توجد علامة
أخرى من نفس الرخام في موضع الملتزم حيث ألصق الرسول صلى الله عليه
وآله وسلم بطنه الشريف وخده الأيمن على
الجدار رافعا يده وبكى (ولذا سمي بالملتزم)
ثالثا: ثلاثة أعمدة في الوسط من الخشب المنقوش بمهارة لدعم السقف بإرتفاع حوالي 9 أمتار
محلاة بزخارف ذهبية.
رابعا: عدد من القناديل المعلقة المصنوعة من النحاس والفضة والزجاج المنقوش بآيات
قرآنية تعود للعهد العثماني.
خامسا: درج (سلم) يصل حتى سقف الكعبة مصنوع من الألومنيوم والكريستال.
سادسا: مجموعة من بلاطات الرخام التي تم تجميعها من كل عهد من عهود من قاموا بتوسعة
الحرم المكي الشريف.
يوضع من وقت لآخر جهاز رافع آلي (مان-ليفت) لعمال التنظيف داخل الكعبة مع مضخة ضغط
عالي تعبأ بالماء ومواد
التنظيف.
تغسل الكعبة المشرفة من الداخل مرة واحدة في كل عام بالماء والصابون أولا ثم يلي ذلك
مسح جدرانها الداخلية وأرضيتها بالطيب بكل أنواعه وتبخر بأجمل البخور .
كنوز الكعبة
تعظيما لبيت الله سبحانه وتعالى كانت الكعبة وعلى مر العصور والازمان ، تأتيها الكنوز والهدايا والأموال
والطيب والكساوي وغيرها .
ويقال أن النبي صلي الله عليه وسلم عندما فتح مكة ودخل الكعبة وجد في خزينتها
سبعين ألف وقية من الذهب فلم يأخذها أو
يتصرف فيها وكذلك فعل الخلفاء الراشدين ، وقد كان بعض خلفاء العباسيين يستدينون من الكعبة ويرجعون ما أخذو
ا . وكان
عبد الله بن عمر يكره أن يهدي عامة الناس الذهب للكعبة , ويقول أن الفقراء أولى بذلك , وأن الكعبة
لا تحتاج للذهب .
وقد أوشك عمر بن الخطاب في خلافته على تقسيم كنوز وأموال الكعبة والتي يهديها لها
الناس في سبيل الله إلا أن سادن البيت شيبه ذكره بأن النبي صلي الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق لم يفعلا ذلك
, كما خالفه
في ذلك علي بن أبي طالب وكبار الصحابة . فترك التصدق بأموال الكعبة . وكره العلماء صرف أموال الكعبة
في غيرها
حجابة الكعبة
كانت حجابة وسدانة الكعبة أولا بيد سيدنا اسماعيل عليه السلام ثم ورثها ولده نابت وذريته , ثم
آلت إلى اخواله من قبيلة جرهم ثم إلى قبيلة خزاعة ثم حاربهم قصي الجد الرابع للنبي صلي الله عليه وسلم وبعد
حرب ودماء
وافقوا على التحكيم والذي ارجع الحق لأهله واصبح قصي راعيا للبيت الحرام , ثم آلت الى بني شيبة خالدة
تالدة فيهم لا
ياخذها منهم إلا ظالم كما قال النبي صلي الله عليه وسلم .
دخول النبي صلي الله عليه وسلم الكعبة
في العام الذي فتح فيه النبي صلي الله عليه وسلم مكة المكرمة دخل النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة
المشرفة وأمر بإزالة الأصنام والصور التي فيها وكبر في نواحي الكعبة وصلى فيها .
وروى أبو داود الطيالسي في مسنده عن ابن أبي ذئب عن عبد الرحمن بن مهران عن عمير مولى ابن عباس
عن أسامة قال '
دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكعبة فرأى صورا لإبراهيم عليه السلام , فدعا بدلو من ماء فأتيته
به فضرب
به الصور ' وكانت هنالك صورا للسيدة مريم وهي تحمل إبنها المسيح عليه السلام
وعن عبد الله بن عمر أَنَّهُ قَالَ دَخَلَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيْتَ هُوَ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَبِلال وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ فَأَغْلَقُوا
عَلَيْهِمْ فَلَمَّا فَتَحُوا كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ وَلَجَ فَلَقِيتُ
بِلال فَسَأَلْتُهُ هَلْ صَلَّى فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ نَعَمْ بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ الْيَمَانِيَيْنِ .
وكان ذلك نهارا إذ ان الكعبة لا تفتح قط ليلا وقد اجاز النبي صلي الله عليه وسلم ذلك للحجبة وأقرهم عليه
. وقد رفض حاجب
الكعبة أن يفتح للسيدة عائشة الكعبة في الليل لتصلي فيها .
تعظيم القسم برب الكعبة
تعظيما للبيت فقد أضيفت في القسم فقد كان النبي صلي الله عليه وسلم يقسم برب الكعبة وأقسم برب الكعبة
ميكائيل والملائكة وعمر بن الخطاب وعلي بن ابي طالب وعثمان بن عفان وكعب الاحبار
والحسن البصري وأبوملحان
الأنصاري عندما طعن بالرمح واستشهد قال فزت ورب الكعبة .
وفي حديث صحيح الاسناد عن قتيلة بنت صيفي امرأة من جهينة قالت: إن حبرا جاء
إلي النبي صلَّى الله عليه وسلم-
. فقال:
إنكم تشركون، تقولون: ما شاء الله، وشئت، وتقولون: والكعبة فقال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم
-: (قولوا: ما شاء الله، ثم
شئت، وقولوا: ورب الكعبة.
تعظيم الجاهلية للكعبة
ذكرنا أن من تعظيم العرب للكعبة أنهم كانوا يخالفونها في البنيان ولا يستطيلون عليها , وكانوا يعقدون فيها
الاتفاقيات ويتحالفون فيها , وذكروا أن المعلقات السبع كانت معلقة بالكعبة، وذلك أن العرب كانوا
إذا عمل أحدهم قصيدة
عرضها على قريش، فإن أجازوها علقوها على الكعبة تعظيماً لشأنها، فاجتمع من ذلك هذه المعلقات السبع،
فالأولى لامرئ
القيس بن حجر الكندي ومن تبعه من الشعراء .
وعندما فشا امر الاسلام والنبوة قاطعت قريش بني هاشم وحاصرتهم في الشعب وضيقت عليهم كتبوا
بذلك صحيفة ألا يبيعوا
ولا يشتروا ولا يتزوجوا ولا يزوجوا لبني هاشم ، ما لم يترك النبي صلي الله عليه وسلم دعوته
أو تسلمه بني هاشم لقريش
لتقتله ، ووضعوا الصحيفة في جوف الكعبة توكيداً على أنفسهم، وكان كاتب الصحيفة
النضر بن الحارث فدعا عليه رسول الله
صلي الله عليه وسلم فأصابه شلل في أصابعه . وقد أكلت الأرضة هذه الصحيفة الظالم .
سيول الكعبة
وأخرج الأزرقي عن كثير بن أبي كثير بن المطلب بن أبي وداعة
السهمي عن أبيه عن جده قال: كانت السيول تدخل المسجد الحرام
من باب بني شيبة الكبير قبل أن يردم عمر الردم الأعلى، فكانت السيول
ربما رفعت المقام عن موضعه وربما حركته إلى وجه الكعبة
حتى جاء سيل ( أم نهشل ) في خلافة عمر بن الخطاب،
فاحتمل المقام من موضعه هذا فذهب به حتى وجد بأسفل مكة
، فأتي به فربط إلى أستار الكعبة، وكتب في ذلك إلى عمر، فأقبل
فزعا في شهر رمضان وقد عفى موضعه وعفاه السيل، فدعا عمر
بالناس فقال: أنشد الله عبدا علم في هذا المقام.
فقال المطلب بن أبي وداعة: أنا يا أمير المؤمنين عندي ذلك،
قد كنت أخشى عليه هذا فأخذت قدره من موضعه إلى الركن
، ومن موضعه إلى باب الحجر، ومن موضعه إلى زمزم بمقاط
وهو عندي في البيت.
فقال له عمر: فاجلس عندي وأرسل إليه. فجلس عنده
وأرسل فأتي بها، فمدها فوجدها مستوية إلى موضعه
هذا، فسأل الناس وشاورهم فقالوا: نعم، هذا موضعه.
فلما استثبت ذلك عمر وحق عنده أمر به، فأعلم ببناء ربضه
تحت المقام ثم حوله، فهو في مكانه هذا إلى اليوم. وقد بلغت
السيول التي أحاطت بالكعبة المشرفة خمسة وثمانين سيلا مات
فيها خلق كثير من الحجاج وأهل مكة , ومن الطرائف أن الماء
كان عندما يحاصر الكعبة كان بعض الحجاج يطوفون سباحة
ومنهم كان الخليفة عبد الله بن الزبير .
استجابة الدعاء في الكعبة
وأخرج الأزرقي عن الحسن البصري قال: ما أعلم بلدا
يصلى فيه حيث أمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم إلا بمكة
. قال الله {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} قال:
ويقال: يستجاب الدعاء بمكة في خمسة عشر.
عند الملتزم، وتحت الميزاب، وعند الركن اليماني،
وعلى الصفا، وعلى المروة، وبين الصفا والمروة
، وبين الركن والمقام، وفي جوف الكعبة، وبمنى،
وبجمع، وبعرفات، وعند الجمرات الثلاث.
( خمسة من هذه الأماكن من الكعبة )
العدوان على الكعبة
إن أكبر عدوان وقع على الكعبة كان إدخال عبادة الأصنام فيها
وتحريف دين إبراهيم عليه السلام , والذي أدخل الأصنام
عمرو بن لحي وكان سيدا مطاعا جوادا كريما له مكانه كبيره
في نفوس العرب وهو أول من أطعم الحجاج اللحم ووهب لهم الكساوي
, وقد جلب صنم هبل من الشام وأدخله في جوف الكعبة وجعل له السدنة .
وقال النبي صلي الله عليه وسلم :
رأيت عمرو بن لحي بن قمعة بن خندق يجر قصبه في النار
, والقصب هي الأمعاء . ومن العدوان الظلم الذي وقع من قبيلة
جرهم الى الحد الذي جعل احدهم يزني في الكعبة فمسخهم الله تعالى
إالى حجرين هما اساف ونائلة وقد عبدا من بعد ,
وعندما تفشى ظلم جرهم نضبت ماء زمزم وعمد
احد صالحيهم إلى كنوز الكعبة فدفنها في بئر زمزم
حتى حفرها عبد المطلب ووجدها في القصة المشهورة .
ومن العدوان على الكعبة أن القرامطة من فرقة الإسماعيلية،
( لانتسابهم إلى إسماعيل الأعرج بن جعفر الصاد
(ـ وبقيادة أبو طاهر القرمطي , هاجموا المسجد الحرام
يوم التروية فقتلوا ألف وتسعمائة من الحجيج في وسط المسجد
حول الكعبة وكسروا الحجر الأسود واقتلعوه من موضعه،
وذهبوا به إلى بلادهم هجر سنة سبع عشرة وثلاثمائة
، ثم لم يزل عندهم إلى سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة،
فمكث غائباً عن موضعه من البيت ثنتين وعشرين
سنة وذلك نتج من ضعف الخلافة الاسلامية ومن العدوان
السرقات المتكررة لبيت الله الحرام ويقال إن أول من
قطعت قريش يده في الجاهلية رجلاً يقال له (دويك)
مولى لبني عليج بن عمرو بن خزاعة لأنه سرق كنز
الكعبة المشرفة، فحكموا عليه بالقطع , وقالوا إن جريمة
السرقة أكبر منه ولا شك أن معه مشاركين من جهات أخرى .
هدم الكعبة
وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه ,
عن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أنه قال :
يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنْ الْحَبَشَةِ وأخرج
ابن أبي شيبه عن علي ابن أبي طالب قال كأني أنظر إلى رجل
من الحبش. أصلع، أجمع، حمش الساقين، جالس عليها وهو يهدمها.
وأخرج ابن أبي شيبه عن عبد الله بن عمرو قال: كأني به. أصيلع،
أفيدع، قائم عليها، يهدمها بمسحاته. وأخرج ابن
أبي شيبه والحاكم وصححه عن أبي هريرة
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال 'يبايع رجل بين
الركن والمقام، ولن يستحل هذا البيت إلا أهله، فإذا
استحلوه فلا تسأل عن هلكة العرب، ثم تجيء الحبشة
فتخربه خرابا لا يعمر بعده أبدا، وهم الذين يستخرجون كنزه'.
وأخرج الحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو
قال: من آخر أمر الكعبة أن الحبشة يغزون البيت
، فيتوجه المسلمون نحوهم، فيبعث الله عليهم ريحا
شرقية فلا تدع لله عبدا في قلبه مثقال ذرة من تقى
إلا قبضته حتى إذا فرغوا من خيارهم بقي عجاج من الناس.
حرق الكعبة بالمنجنيق
وفي الصراع على الخلافة وملك الحجاز بين عبد الله بن الزبير
والأمويين ,حاصر الحجاج بن يوسف مكة المكرمة ونصب
المنجنيق على جبل أبي قبيس المطل على الكعبة وضرب
الكعبة بالمنجنيق مما أدى لاحتراق أستار الكعبة ,
ومات في ذلك عدد كبير من الناس من بينهم أحد الصحابة .
وقد وضع عبد الله بن الزبير حواجز لحماية الحجر
الأسود من قصف المنجنيق فاشْتَعَلَتِ النّيرانُ في أَسْتارِ
الكعبة حتى أَسرعت فيها، فجاءت سَحابةٌ من نحو جُدّةِ
فيها رَعْد وبَرْق مرتفعة كأَنها مُلاءة حتى استوت فوق البيت،
فَمَطَرَتْ فما جاوز مطَرُها البيتَ ومواضِعَ الطَّوافِ حتى أَطفَأَتِ النَّارَ
، وسالَ الميزابُ في الحِجْر ثمَّ عَدَلَتْ إِلى أَبي قُبَيْس
فرمت بالصَّاعقة فأَحرقت المَنْجَنِيق وما فيه.
وأخرج الأزرقي عن أبي المرتفع قال: كنا مع ابن الزبير
في الحجر، فأول حجر من المنجنيق وقع في الكعبة
سمعنا لها أنينا كأنين المريض: آه آه. وأخرج الجندي
عن مجاهد قال: رأيت الكعبة في النوم وهي تكلم النبي
صلى الله عليه وسلم وهي تقول: لئن لم تنته
أمتك يا محمد عن المعاصي لأنتفضن حتى يصير
كل حجر مني في مكان.
وقد ثار عبد الله بن عمر وهاجم الحجاج بن يوسف
لنصبه المنجنيق وحرقه للكعبة، وقتله لعبد الله بن الزبير
، فأمر الحجاج بقتله، فضربه رجل من جيش الحجاج
بسهم وادعى عدم القصد في ذلك ، فلما بلغ الحجاج الخبر
زار عبد الله بن عمر فقال له ابن عمر: أنت قتلتني، والآن
تجيئني عائدا! كفى بالله حكما بيني وبينك.
وفي هذا الحادث المأساوي إحترقت قرنا الكبش الذي
فدى به الله تعالى إسماعيل عليه السلام من الذبح ,
وكانت قرناء الكبش معلقة في الكعبة أربعة آلاف عام .
جدران الكعبة وأرضيتها من الداخل مزينة بالرخام الملون ومزركشة بنقوش جميلة , وسقفها مثبت بثلاثة أعمدة خشبية قطر
العمود الواحد 44 سم والمسافة بين كل عمودين 235 سم , وكانت الكعبة في السابق مثبته بسته أعمده ، وفي مواجهة باب
الدخول في ظهر الكعبة من الداخل محراب في المكان الذي صلى فيه النبي صلي الله عليه وسلم، وهو مميز برخام مختلف
الشكل لبيان مكان صلاة النبي صلي الله عليه وسلم . وعلى يمين الداخل الى الكعبة سلم يؤدي الى سطح الكعبة مقفول بباب له
قفل ومغطى بستارة , ويسمى باب التوبة , وجدران الكعبة من الداخل مغطاة بستائر جميله من الحرير الاخضر , ومكتوب
عليها لا اله الا الله محمد رسول الله ( ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين ) ومكتوب ( قد نرى تقلب
وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام ) ومكتوب إسم الله تعالى يا حنان يا منان يا ذا
الجلال والإكرام .
وتغير الستائر الداخليه للكعبة كل ثلاثة اعوام وذلك لبعدها عن التلف وعوامل التعريه من شمس ومطر وغبار وفي داخل
الكعبة صندوق ضخم تحفظ فيه بعض مقتنياتها والهدايا التي تقدم لها من الملوك والرؤساء والناس . وكان فيها حفرة عمقها
متر ونصف تسمى بئر الكعبة , توضع فيها كنوزها ومقتنياتها وهداياها , ثم وضع في هذه البئر هبل الصنم الذي كانت تعبده
قريش في بئر الكعبة . وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم، أبى أن يدخل البيت
وفيه الأصنام والصور ، فأمر بها فأخرجت، فأخرجوا صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما الآزلام، فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: ( قاتلهم الله، أما والله قد علموا أنهما لم يستقسما بها قط ). وكان الخلفاء يعلقون الذهب والتحف والمجوهرات
على الكعبة من الداخل , وفعل ذلك عمر بن الخطاب عندما علق هلالين من ذهب كسرى , وبعده فعل الخلفاء ذلك مثل الوليد بن
يزيد والمتوكل والمأمون وهارون الرشيد .
وأول من كسا الباب والأسطوانات الذهب كان الخليفة الوليد بن عبد الملك وزاد عليه الخليفة هارون الرشيد
وللكعبة مفتاح طوله 40 سم موضوع في حقيبة حريرية مطرزة بالذهب ومكتوب عليها ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى
أهلها ) , ومفتاح الكعبة عهدة حتى اليوم عند بني شيبة , وقد كان مفتاح الكعبة عندهم في الجاهلية , وعندما فتح النبي صلي
الله عليه وسلم مكة ودخل الكعبة وصلى فيها , أرجع لهم المفتاح وقرأ قوله تعالى ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى
أهلها ) وقال لهم خذوها يا بني طلحة خالدة تالدة فيكم لا ينزعها منكم إلا ظالم . وحجابة الكعبة يتوارثها بني شيبة إلى
اليوم . وللكعبة اليوم سقفين , سقف ادنى وسقف أعلى , وسطح السقف الاعلى مفروش بالرخام الابيض , ومحاط بافريز
ارتفاعه 80 سم وفي سطح الكعبة فتحة تستعمل كمنور ودخول ضوء الشمس وطولها 127 سم وعرضها 104 سم وهذه
الفتحة مسقوفه بالزجاج المقوى وتفتح عند غسيل الكعبة ويصعد الى هذا المنور بسلم دائري من الزجاج المقوى مكون من
خمسين درجة .
وتطيب الكعبة من الداخل والخارج ويهدي اليها الملوك والرؤساء الطيب والروائح الباهظة
الاثمان , وكره العلماء أن يأخذ الناس من طيب الكعبة , وقال عطاء: كان أحدنا إذا أراد أن يستشفي به جاء بطيب من عنده
فمسح به الحجر ثم أخذه. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجعل سهم وفي سبيل الله من الزكاة ،في كسوة الكعبة وطيبها وما
تحتاج إليه الكعبة. وقد كان السلاطين يهدون لها الأبواب كل حين وتصنع من الأخشاب والفضة
كسوة الكعبة
وفي الاسلام كساها النبي صلي الله عليه وسلم الثياب والقماش اليمني
وكساها عمر بن الخطاب الكتان المصري , و قَالَ هِشَامُ
بنُ عُرْوَةَ: أَوَّلُ مَنْ كَسَا الكَعْبَةَ الدِّيبَاجَ بدلا عن الجلود ابْنُ الزُّبَيْر , ومن بعده يزيد بن معاويه
وعبد الملك بن مروانِ، واول من
كسا الكعبة مرتين في العام معاوية بن ابي سفيان في عاشوراء وخواتيم شهر رمضان .
وَكَانَ عبد الله بن الزبير يُطَيِّبُ الكعبة من الداخل والخارج حَتَّى يُوجَدَ رِيْحُهَا مِنْ طَرَفِ الحَرَمِ،.
، وكساها الخلفاء الراشدين
والامويين والعباسيين , وحكام مصر , والسلاطين العثمانيين , والملوك السعوديين
. حتى أن كساوي الكعبة كانت تتعرض
للنهب والسرقة .
وشكا حاجب الكعبة إلى الخليفة المهدي أنهم يخافون على الكعبة أن تنهدم من كثرة ما عليها من الكساوي،
وكانت الكساوي تردف على بعضها ولا تنزع
فأمر بتجريدها، فلما انتهوا إلى كساوي هشام بن عبد الملك وجدها من ديباج ثخين جداً فأمر
بإزالتها وبقيت كساوي الخلفاء قبله وبعده، فلما جردها طلاها بالطيب وكساها كسوة فاخرةً. وعندما حج السلطان الملك الظاهر
فتحت له الكعبة فغسلها بماء الورد وطيبها بيده. وللكعبة اليوم مصنع خاص بمكة المكرمة لصناعة كسوتها الخارجيه
وستائرها الداخليه وستارة للباب الخارجي تسمى البرقع .
وكسوة الكعبة تصنع من 658 متر من الحرير الطبيعي المصبوغ باللون الاسود, وتكسى الكعبة
كسوة جديده في التاسع من
ذي الحجة من كل عام . وتزين الكسوة بآيات قرآنيه مكتوبه بالاسلاك الفضيه ومطليه بالذهب
. ويزن الحرير المستخدم في الكسوة 670 كيلو غراما
هل تعلم ماذا يوجد داخل الكعبة ؟
أولا: يوجد بداخل الكعبة المشرفة ريح طيب من خليط المسك والعود والعنبرالذي يستخدم بكميات كبيرة
لتنظيفها ويستمر مفعوله طوال العام.
ثانيا: تغطى أرضية الكعبة برخام من اللون الأبيض في الوسط، أما الأطراف التي يحددها شريط
من الرخام الأسود فهي من رخام الروزا (الوردي) الذي يرتفع إلى جدران الكعبة مسافة
4 أمتار دون أن يلاصق جدارها الأصلي
أما المسافة المتبقية -
من الجدار الرخامي حتى السقف (5 أمتار) - فيغطيها قماش الكعبة الأخضر (أو ستائر من اللون الوردي) المكتوب عليه
بالفضة آيات قرآنية كريمة وتمتد حتى تغطي سقف الكعبة.
كما توجد بلاطة رخامية واحدة فقط بلون غامق تحدد موضع سجود الرسول صلى الله عليه
وآله وسلم. بينما توجد علامة
أخرى من نفس الرخام في موضع الملتزم حيث ألصق الرسول صلى الله عليه
وآله وسلم بطنه الشريف وخده الأيمن على
الجدار رافعا يده وبكى (ولذا سمي بالملتزم)
ثالثا: ثلاثة أعمدة في الوسط من الخشب المنقوش بمهارة لدعم السقف بإرتفاع حوالي 9 أمتار
محلاة بزخارف ذهبية.
رابعا: عدد من القناديل المعلقة المصنوعة من النحاس والفضة والزجاج المنقوش بآيات
قرآنية تعود للعهد العثماني.
خامسا: درج (سلم) يصل حتى سقف الكعبة مصنوع من الألومنيوم والكريستال.
سادسا: مجموعة من بلاطات الرخام التي تم تجميعها من كل عهد من عهود من قاموا بتوسعة
الحرم المكي الشريف.
يوضع من وقت لآخر جهاز رافع آلي (مان-ليفت) لعمال التنظيف داخل الكعبة مع مضخة ضغط
عالي تعبأ بالماء ومواد
التنظيف.
تغسل الكعبة المشرفة من الداخل مرة واحدة في كل عام بالماء والصابون أولا ثم يلي ذلك
مسح جدرانها الداخلية وأرضيتها بالطيب بكل أنواعه وتبخر بأجمل البخور .
كنوز الكعبة
تعظيما لبيت الله سبحانه وتعالى كانت الكعبة وعلى مر العصور والازمان ، تأتيها الكنوز والهدايا والأموال
والطيب والكساوي وغيرها .
ويقال أن النبي صلي الله عليه وسلم عندما فتح مكة ودخل الكعبة وجد في خزينتها
سبعين ألف وقية من الذهب فلم يأخذها أو
يتصرف فيها وكذلك فعل الخلفاء الراشدين ، وقد كان بعض خلفاء العباسيين يستدينون من الكعبة ويرجعون ما أخذو
ا . وكان
عبد الله بن عمر يكره أن يهدي عامة الناس الذهب للكعبة , ويقول أن الفقراء أولى بذلك , وأن الكعبة
لا تحتاج للذهب .
وقد أوشك عمر بن الخطاب في خلافته على تقسيم كنوز وأموال الكعبة والتي يهديها لها
الناس في سبيل الله إلا أن سادن البيت شيبه ذكره بأن النبي صلي الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق لم يفعلا ذلك
, كما خالفه
في ذلك علي بن أبي طالب وكبار الصحابة . فترك التصدق بأموال الكعبة . وكره العلماء صرف أموال الكعبة
في غيرها
حجابة الكعبة
كانت حجابة وسدانة الكعبة أولا بيد سيدنا اسماعيل عليه السلام ثم ورثها ولده نابت وذريته , ثم
آلت إلى اخواله من قبيلة جرهم ثم إلى قبيلة خزاعة ثم حاربهم قصي الجد الرابع للنبي صلي الله عليه وسلم وبعد
حرب ودماء
وافقوا على التحكيم والذي ارجع الحق لأهله واصبح قصي راعيا للبيت الحرام , ثم آلت الى بني شيبة خالدة
تالدة فيهم لا
ياخذها منهم إلا ظالم كما قال النبي صلي الله عليه وسلم .
دخول النبي صلي الله عليه وسلم الكعبة
في العام الذي فتح فيه النبي صلي الله عليه وسلم مكة المكرمة دخل النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة
المشرفة وأمر بإزالة الأصنام والصور التي فيها وكبر في نواحي الكعبة وصلى فيها .
وروى أبو داود الطيالسي في مسنده عن ابن أبي ذئب عن عبد الرحمن بن مهران عن عمير مولى ابن عباس
عن أسامة قال '
دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكعبة فرأى صورا لإبراهيم عليه السلام , فدعا بدلو من ماء فأتيته
به فضرب
به الصور ' وكانت هنالك صورا للسيدة مريم وهي تحمل إبنها المسيح عليه السلام
وعن عبد الله بن عمر أَنَّهُ قَالَ دَخَلَ رَسُولُ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيْتَ هُوَ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ وَبِلال وَعُثْمَانُ بْنُ طَلْحَةَ فَأَغْلَقُوا
عَلَيْهِمْ فَلَمَّا فَتَحُوا كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ وَلَجَ فَلَقِيتُ
بِلال فَسَأَلْتُهُ هَلْ صَلَّى فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ نَعَمْ بَيْنَ الْعَمُودَيْنِ الْيَمَانِيَيْنِ .
وكان ذلك نهارا إذ ان الكعبة لا تفتح قط ليلا وقد اجاز النبي صلي الله عليه وسلم ذلك للحجبة وأقرهم عليه
. وقد رفض حاجب
الكعبة أن يفتح للسيدة عائشة الكعبة في الليل لتصلي فيها .
تعظيم القسم برب الكعبة
تعظيما للبيت فقد أضيفت في القسم فقد كان النبي صلي الله عليه وسلم يقسم برب الكعبة وأقسم برب الكعبة
ميكائيل والملائكة وعمر بن الخطاب وعلي بن ابي طالب وعثمان بن عفان وكعب الاحبار
والحسن البصري وأبوملحان
الأنصاري عندما طعن بالرمح واستشهد قال فزت ورب الكعبة .
وفي حديث صحيح الاسناد عن قتيلة بنت صيفي امرأة من جهينة قالت: إن حبرا جاء
إلي النبي صلَّى الله عليه وسلم-
. فقال:
إنكم تشركون، تقولون: ما شاء الله، وشئت، وتقولون: والكعبة فقال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم
-: (قولوا: ما شاء الله، ثم
شئت، وقولوا: ورب الكعبة.
تعظيم الجاهلية للكعبة
ذكرنا أن من تعظيم العرب للكعبة أنهم كانوا يخالفونها في البنيان ولا يستطيلون عليها , وكانوا يعقدون فيها
الاتفاقيات ويتحالفون فيها , وذكروا أن المعلقات السبع كانت معلقة بالكعبة، وذلك أن العرب كانوا
إذا عمل أحدهم قصيدة
عرضها على قريش، فإن أجازوها علقوها على الكعبة تعظيماً لشأنها، فاجتمع من ذلك هذه المعلقات السبع،
فالأولى لامرئ
القيس بن حجر الكندي ومن تبعه من الشعراء .
وعندما فشا امر الاسلام والنبوة قاطعت قريش بني هاشم وحاصرتهم في الشعب وضيقت عليهم كتبوا
بذلك صحيفة ألا يبيعوا
ولا يشتروا ولا يتزوجوا ولا يزوجوا لبني هاشم ، ما لم يترك النبي صلي الله عليه وسلم دعوته
أو تسلمه بني هاشم لقريش
لتقتله ، ووضعوا الصحيفة في جوف الكعبة توكيداً على أنفسهم، وكان كاتب الصحيفة
النضر بن الحارث فدعا عليه رسول الله
صلي الله عليه وسلم فأصابه شلل في أصابعه . وقد أكلت الأرضة هذه الصحيفة الظالم .
سيول الكعبة
وأخرج الأزرقي عن كثير بن أبي كثير بن المطلب بن أبي وداعة
السهمي عن أبيه عن جده قال: كانت السيول تدخل المسجد الحرام
من باب بني شيبة الكبير قبل أن يردم عمر الردم الأعلى، فكانت السيول
ربما رفعت المقام عن موضعه وربما حركته إلى وجه الكعبة
حتى جاء سيل ( أم نهشل ) في خلافة عمر بن الخطاب،
فاحتمل المقام من موضعه هذا فذهب به حتى وجد بأسفل مكة
، فأتي به فربط إلى أستار الكعبة، وكتب في ذلك إلى عمر، فأقبل
فزعا في شهر رمضان وقد عفى موضعه وعفاه السيل، فدعا عمر
بالناس فقال: أنشد الله عبدا علم في هذا المقام.
فقال المطلب بن أبي وداعة: أنا يا أمير المؤمنين عندي ذلك،
قد كنت أخشى عليه هذا فأخذت قدره من موضعه إلى الركن
، ومن موضعه إلى باب الحجر، ومن موضعه إلى زمزم بمقاط
وهو عندي في البيت.
فقال له عمر: فاجلس عندي وأرسل إليه. فجلس عنده
وأرسل فأتي بها، فمدها فوجدها مستوية إلى موضعه
هذا، فسأل الناس وشاورهم فقالوا: نعم، هذا موضعه.
فلما استثبت ذلك عمر وحق عنده أمر به، فأعلم ببناء ربضه
تحت المقام ثم حوله، فهو في مكانه هذا إلى اليوم. وقد بلغت
السيول التي أحاطت بالكعبة المشرفة خمسة وثمانين سيلا مات
فيها خلق كثير من الحجاج وأهل مكة , ومن الطرائف أن الماء
كان عندما يحاصر الكعبة كان بعض الحجاج يطوفون سباحة
ومنهم كان الخليفة عبد الله بن الزبير .
استجابة الدعاء في الكعبة
وأخرج الأزرقي عن الحسن البصري قال: ما أعلم بلدا
يصلى فيه حيث أمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم إلا بمكة
. قال الله {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} قال:
ويقال: يستجاب الدعاء بمكة في خمسة عشر.
عند الملتزم، وتحت الميزاب، وعند الركن اليماني،
وعلى الصفا، وعلى المروة، وبين الصفا والمروة
، وبين الركن والمقام، وفي جوف الكعبة، وبمنى،
وبجمع، وبعرفات، وعند الجمرات الثلاث.
( خمسة من هذه الأماكن من الكعبة )
العدوان على الكعبة
إن أكبر عدوان وقع على الكعبة كان إدخال عبادة الأصنام فيها
وتحريف دين إبراهيم عليه السلام , والذي أدخل الأصنام
عمرو بن لحي وكان سيدا مطاعا جوادا كريما له مكانه كبيره
في نفوس العرب وهو أول من أطعم الحجاج اللحم ووهب لهم الكساوي
, وقد جلب صنم هبل من الشام وأدخله في جوف الكعبة وجعل له السدنة .
وقال النبي صلي الله عليه وسلم :
رأيت عمرو بن لحي بن قمعة بن خندق يجر قصبه في النار
, والقصب هي الأمعاء . ومن العدوان الظلم الذي وقع من قبيلة
جرهم الى الحد الذي جعل احدهم يزني في الكعبة فمسخهم الله تعالى
إالى حجرين هما اساف ونائلة وقد عبدا من بعد ,
وعندما تفشى ظلم جرهم نضبت ماء زمزم وعمد
احد صالحيهم إلى كنوز الكعبة فدفنها في بئر زمزم
حتى حفرها عبد المطلب ووجدها في القصة المشهورة .
ومن العدوان على الكعبة أن القرامطة من فرقة الإسماعيلية،
( لانتسابهم إلى إسماعيل الأعرج بن جعفر الصاد
(ـ وبقيادة أبو طاهر القرمطي , هاجموا المسجد الحرام
يوم التروية فقتلوا ألف وتسعمائة من الحجيج في وسط المسجد
حول الكعبة وكسروا الحجر الأسود واقتلعوه من موضعه،
وذهبوا به إلى بلادهم هجر سنة سبع عشرة وثلاثمائة
، ثم لم يزل عندهم إلى سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة،
فمكث غائباً عن موضعه من البيت ثنتين وعشرين
سنة وذلك نتج من ضعف الخلافة الاسلامية ومن العدوان
السرقات المتكررة لبيت الله الحرام ويقال إن أول من
قطعت قريش يده في الجاهلية رجلاً يقال له (دويك)
مولى لبني عليج بن عمرو بن خزاعة لأنه سرق كنز
الكعبة المشرفة، فحكموا عليه بالقطع , وقالوا إن جريمة
السرقة أكبر منه ولا شك أن معه مشاركين من جهات أخرى .
هدم الكعبة
وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه ,
عن رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم أنه قال :
يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنْ الْحَبَشَةِ وأخرج
ابن أبي شيبه عن علي ابن أبي طالب قال كأني أنظر إلى رجل
من الحبش. أصلع، أجمع، حمش الساقين، جالس عليها وهو يهدمها.
وأخرج ابن أبي شيبه عن عبد الله بن عمرو قال: كأني به. أصيلع،
أفيدع، قائم عليها، يهدمها بمسحاته. وأخرج ابن
أبي شيبه والحاكم وصححه عن أبي هريرة
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال 'يبايع رجل بين
الركن والمقام، ولن يستحل هذا البيت إلا أهله، فإذا
استحلوه فلا تسأل عن هلكة العرب، ثم تجيء الحبشة
فتخربه خرابا لا يعمر بعده أبدا، وهم الذين يستخرجون كنزه'.
وأخرج الحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو
قال: من آخر أمر الكعبة أن الحبشة يغزون البيت
، فيتوجه المسلمون نحوهم، فيبعث الله عليهم ريحا
شرقية فلا تدع لله عبدا في قلبه مثقال ذرة من تقى
إلا قبضته حتى إذا فرغوا من خيارهم بقي عجاج من الناس.
حرق الكعبة بالمنجنيق
وفي الصراع على الخلافة وملك الحجاز بين عبد الله بن الزبير
والأمويين ,حاصر الحجاج بن يوسف مكة المكرمة ونصب
المنجنيق على جبل أبي قبيس المطل على الكعبة وضرب
الكعبة بالمنجنيق مما أدى لاحتراق أستار الكعبة ,
ومات في ذلك عدد كبير من الناس من بينهم أحد الصحابة .
وقد وضع عبد الله بن الزبير حواجز لحماية الحجر
الأسود من قصف المنجنيق فاشْتَعَلَتِ النّيرانُ في أَسْتارِ
الكعبة حتى أَسرعت فيها، فجاءت سَحابةٌ من نحو جُدّةِ
فيها رَعْد وبَرْق مرتفعة كأَنها مُلاءة حتى استوت فوق البيت،
فَمَطَرَتْ فما جاوز مطَرُها البيتَ ومواضِعَ الطَّوافِ حتى أَطفَأَتِ النَّارَ
، وسالَ الميزابُ في الحِجْر ثمَّ عَدَلَتْ إِلى أَبي قُبَيْس
فرمت بالصَّاعقة فأَحرقت المَنْجَنِيق وما فيه.
وأخرج الأزرقي عن أبي المرتفع قال: كنا مع ابن الزبير
في الحجر، فأول حجر من المنجنيق وقع في الكعبة
سمعنا لها أنينا كأنين المريض: آه آه. وأخرج الجندي
عن مجاهد قال: رأيت الكعبة في النوم وهي تكلم النبي
صلى الله عليه وسلم وهي تقول: لئن لم تنته
أمتك يا محمد عن المعاصي لأنتفضن حتى يصير
كل حجر مني في مكان.
وقد ثار عبد الله بن عمر وهاجم الحجاج بن يوسف
لنصبه المنجنيق وحرقه للكعبة، وقتله لعبد الله بن الزبير
، فأمر الحجاج بقتله، فضربه رجل من جيش الحجاج
بسهم وادعى عدم القصد في ذلك ، فلما بلغ الحجاج الخبر
زار عبد الله بن عمر فقال له ابن عمر: أنت قتلتني، والآن
تجيئني عائدا! كفى بالله حكما بيني وبينك.
وفي هذا الحادث المأساوي إحترقت قرنا الكبش الذي
فدى به الله تعالى إسماعيل عليه السلام من الذبح ,
وكانت قرناء الكبش معلقة في الكعبة أربعة آلاف عام .
رد: ماذا تعرف عن الكعبه( 2)!!
شكرا فتحي للموضوع الاول والتاني
ناس كتيره ما يعرفو اشياء كتيره وانت سهلتها عليهم
شكرا مره تانية
hadooo
ناس كتيره ما يعرفو اشياء كتيره وانت سهلتها عليهم
شكرا مره تانية
hadooo
hadooo- عدد الرسائل : 108
تاريخ التسجيل : 12/09/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى